بوصول أويحيى للحكومة، كنسخة ” للإصلاح الليبرالي”، كما عرفها هو نفسه، حيث يبدو أنه مصر بما فيه الكفاية على خيار الاندماج الكامل و الليبرالي في السوق العالمية. إن الترددات في هذا الاندماج الكامل، كتذكير، كانت هي أصل هذه السلطة و هذا أويحيى نفسه الذي كان ” وطنيا” حتى ماض قريب. إنه لا يزال التكنوقراطي الكامل ” كاتب الدولة” المستعد لتطبيق العلاجات بالصدمة الضرورية لتطبيق أي برنامج الصدمة. حلقة تيبون Tebboune ، التي حاولت منفردة و بكل خجل التذكير بميزات ” دولة ذات سيادة بوجه سلطة المال”، وسرعة إقصائها ، تعلمنا بالعلاقة القوية الداخلية و الخارجية من داخل السلطة التي أصبحت الآن لصالح ” قوى المال”.

اللجوء إلى طبع النقود ،  المعتبر من الناحية الفنية بأنه “تمويل داخلي غير اتفاقي”، والذي يهدف بالنسبة للخزينة العامة للاقتراض مباشرة من البنك المركزي، لا يمكنه إخفاء هدف الشروع في إعادة التكيف الهيكلي للاقتصاد في خدمة “مناخ الأعمال”، وفقا لـ  عبد الرزاق | 1 |. إنه خطاب يريد إثارة القلق التقني والمالي الذي وظيفته الإيديولوجية القضاء على ما تبقى من دولة الرعاية الاجتماعية التي تمس المكاسب الاجتماعية التي بدأت إلى حد كبير تتأثر بآليات السوق. إنه في الواقع  استمرار الهجمات على التحويلات الاجتماعية، وسياسة المساعدات المالية، ونظام التقاعد، والتخلي عن نظام الحماية الاجتماعية الضعيف.

هذه التدابير التقنوـ مالية أيضا تتخفى وراء  خطاب سيادي، بعدم اللجوء إلى الاقتراض  الخارجي  في انتظار الخروج من الأزمة التي ستأتي بعد 5 سنوات، وفقا  لـ أويحيى. هذا الوضع السيئ انتقده بكل حذر مناهضي الليبرالية . هذا الوضع ، على لسان  وسائل الإعلام والمتخصصين في مسائل الاقتصاد والمالية، يدفع نحو الحل المالي النهائي للأزمة ألا و هو الدين الخارجي، المسمى  “حقيقة الأسعار” تحت اسم  “واقع السوق “. جاء هذا الحكم من قبل الاقتصادي ورئيس الحكومة السابق و المعارض اليوم بن بيتور bitour  A. Ben  : ” في معدل تطور الواردات و العجز العمومي ، لن يكون لدينا ما يكفي من السيولة المالية  لمواصلة تزويد السوق الوطني من السوق الخارجي  ” | 2 | كما يقول ، معتبرا أن الحكومة قد اختارت الأمر السهل. لكنه يصر على أن “هذا الخيار يؤخر بالتأكيد المصير،  إلا انه لا يعالج الأزمة التي تتطلب العلاج بالصدمة”. العلاج بالصدمة من خلال استخدام الديون الخارجية !!! هذا هو ما يدعوه نعومي كلين Naomi Klein  | 3 |  “رأسمالية الكوارث”، وهو ما يعني نموذج لعملية تهدف لإطلاق حملات منتظمة ضد المجال العام في أعقاب الكوارث وعلاج هذه باعتبارها فرصا لكسب الأرباح. ولكن كل هذه الخطابات المقلقة هدفها إعداد الرأي لقبول هذه الكارثة المالية كأنها قدر.

بوجه هذه التدابير، فإن الحل سياسي. حيث يتطلب الأمر العثور على السيولة المالية اللازمة، لتحريك الآلة الاقتصادية،  في محفظة الثروات الكبيرة، ورسم برنامج انتقالي للمقاومة بوجه الليبرالية الساحقة.

أساس هذه المناقشة الاقتصادية في هذا الدخول الاجتماعي والمهني هو التحدي الذي تواجهه الرئاسة. هناك أصوات تدعو إلى الإطاحة بالرئيس وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. مهما كان الشكل المطلوب والذي يجد الشرعية القانونية من خلال المادة 102 من الدستور، أو سياسي بالنظر إلى “اختفاء” الرئيس عن الظهور العلني و فضلا عن ذلك في  نظام يدعي الرئاسية، لا يتبقى غير تلك الهتافات القليلة  للجيش كحل نهائي. ومع ذلك، ونظرا لعلاقات السلطة اليوم، انتخابات رئاسية مبكرة بغض النظر عن الشكل الذي ستتخذه تبقى عديمة الجدوى ضمن منظور تغيير ديمقراطي حقيقي من خلال تطلعات الشعب والعمال. وعلى أية حال، فإن الموعد النهائي لإجراء تغيير رئاسي قريب. في أقل من عام، ستصبح الرهانات في قمة السلطة حاسمة. وهذا ما يفسر أيضا الطابع الحاد للتغيرات التي حدثت على رأس الحكومة هذا الصيف. قد تكون الجمعية التأسيسية مطلبا ديمقراطيا يجب دائما التذكير به. ولكنها تظل مرتبطة بصيرورة تأسيسية حقيقية يجب بناؤها بعد.

الجانب الأخير الذي يعبر عن نفسه في هذا الدخول هو على المستوى الثقافي والمعارك الإيديولوجية في المدرسة. إزالة البسملة “Bassmallah” كمقدمة لصفحة  الأولى من الكتاب المدرسي ما عدا ـ كتاب التربية الإسلامية -، وإدخال بعض الفصول مع الإشارة إلى حالات مكافحة التمييز من خلال  الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، ونشر مرسوم بإنشاء قواعد الصلاة في المساجد، وهو الأول من نوعه، يهدف إلى تحسين نوعية الآذان  وتحسين مكبرات الصوت، كلها في هذا الدخول علامات خجولة  تطيل السياسة الخجولة أيضا  والمتناقضة لقيادة هجوم أمامي ضد الوهابية والإسلامية الجهادية. ونحن بطبيعة الحال بعيدون جدا عن العلمانية في الحياة المدرسية والحياة العامة. رد فعل الإسلاميين على هذه الأعمال يدل على توازن القوى الذي يضعهم في حالة الدفاع.

نادر دجرمون في 7 أكتوبر2017

المصدر: موقع cadtm   (http://www.cadtm.org/Algerie-Questions-economiques)

تعريب : وحيد عسري

|1| Voir, « Le plan d’action d’Ouyahia est un nouveau programme d’ajustement structurel », ElWatan du 19-09-2017.

|2| Voir A. Benbitour : « Les Algériens doivent se préparer à une inflation à quatre chiffres », https://www.algeriepatriotique.com/…

|3| Naomi Klein, La stratégie du choc, la montée du capitalisme du désastre, Babel, 2008,