كتاب أطاك المغرب حول حراك الريف
(صيغة pdf للتحميل)
أصدرت جمعية أطاك المغرب- عضو الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية- كتابا عن الحراك الشعبي في منطقة الريف المنطلق عقب جريمة طحن محسن فكري في حاوية للنفايات في أكتوبر 2016.
كان الحراك هبة اجتماعية واعية بمقاصدها، ومحددة لأهدافها، ودقيقة في مطالبها الرامية إلى تحسين وضع المقهورين/ات المعيشي. كان نضالا شعبيا بطوليا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، ومنه كان عنوان الكتاب: “حراك الريف نضال شعبي بطولي من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية“.
يضم الكتاب 151 صفحة من القطع المتوسط، سهر على إعداده شباب وشابات أعضاء في جمعية أطاك المغرب، في 10 مقالات (منها قائمة بأسماء المعتقلين) في محاور كبرى تغطي بعض جوانب الحراك الريفي قدر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
تعرض الاصدار إلى مضايقات السلطات فور نزوله إلى التوزيع، حيث كان التخويف والترهيب سلاح السلطة لبعض موزعيه، علاوة على ما تعرض له صاحب المطبعة من استفزاز رمى إقبار عملية الطبع منذ البداية.
لقي إصدارنا إقبالا منقطع النظير، حيث نفذت النسخ المطبوعة ورقيا كلها، في المحطات النضالية، محلية ووطنية، وفي أنشطة تقديم الكتاب الذي تنظمها مجموعات أطاك المحلية.
ضد الريف … مع الاستبداد
انبرى الاعلام الرسمي منافحا عن الدولة المستبدة، ومهاجما الريفيين الأحرار بكل ما جادت به قريحته من تضليل سياسي سافر. تجند خصوم الشعب المغربي وراء دولتهم شاحذين ألسنتهم، وأقلامهم، وصفحات جرائدهم للتدليس وكيل التهم تلو التهم للريفيين الشوامخ.
لقد أماطت انتفاضة الريف المجيدة اللثام عن بعض أدعياء الديموقراطية من يساريين سابقين بلغ انحطاطهم الدرك الأسفل، ومن يستعملون سابقة الاعتقال السياسي وساما لخدمة الاستبداد، واشباه مثقفين مشبعون بالهزائم وتائهون ومتخبطون، وآخرين يتطلعون إلى دور وساطة بين الجلاد والضحية مقابل فتات حظوة وامتيازات، ووعاظ سلاطين مرتزقة.
ذهب بعض خدام دولة رأس المال إلى الريف، لنثر الوعود الكاذبة وامتصاص السخط الشعبي على السياسات الليبرالية أصل البلاء، لكن الزيارات الخادعة لم تجد نفعا في تهدئة حمأة السخط. ليبدأ مسلسل الاعداد والتربص لإيقاع الحراك في الشراك.
شكل الريف امتحانا حقيقيا للقوى السياسية المناضلة في المغرب، متابعة وتوثيقا وتضامنا. فاليسار حجمه محدود وقليل التأثير والفعالية. أما القوى الليبرالية فقد تبين مدى خوفها من استيقاظ المقهورين، واكتفت بإسداء النصح للحكام حول أمثل سبل الحفاظ على “الاستقرار”. أما الأصولية الدينية فقد توارت إلى الخلف واكتفت بإصدار البيانات دون فعل ميداني وازن، ما خلا المتوخي رفع الحرج، وتسجيل التدخل ليس إلا.
انكشف زيف الداعين إلى الديمقراطية عبر الاصلاح المؤسساتي والتوافق السياسي، حين دفعهم الخوف من حرارة وجدية حراك الريف إلى الارتماء في حضن الدولة، أهون الشرين. أبانت انتفاضة الريف أنه لا مناص للمقهورين من تنظيم أنفسهم والنضال الواعي بمصالحهم الاجتماعية، بعيد عن وسائط الدولة الساقطين والمتساقطين.
كان للدولة وأتباعها جيش عرمرم من الصحفيين المجهزين بأحدث التقنيات، والمواقع الالكترونية والجرائد الورقية…تكلفت هذه الفيالق المعبأة بقصف عقول البسطاء وتشويه حراك الريف، وتغذية الشكوك للحد من التضامن الشعبي.
مع الريف… ضد الاستبداد
كانت المسيرات الشعبية ووقفات الاحتجاج السلمية، في الحسيمة ونواحيها ومدى نجاحها في تعبئة أقسام المقهورين، كافية لإثارة الذعر في نفوس الحاكمين، حين أعادتهم إلى أجواء 20 فبراير2011 في سياق اقليمي شهد سقوط أعتى الديكتاتوريات.
استشعر الحاكمون دبيب الغضب المتصاعد من الريف، مع إمكان انتقال شرارته إلى باقي مدن المغرب، مثل نثار البارود، لتتدخل بالعصا والقنابل المسيلة للدموع وأرتال سيارات الدرك الحربي والحصار الغاشم للريف، انتهاء باعتقال أبناءه الابرار في سجن عكاشة وغيره من السجون، وتعميم منع التضامن في الشمال وعديد من المناطق الأخرى من المغرب بالقمع والهراوات والاعتقالات، وإشاعة أجواء الترهيب وقمع حرية التظاهر والتجمع والتعبير.
جاء إصدار جمعية أطاك المغرب عن حراك الريف المجيد، ليؤكد على أننا منحازون كليا إلى الريفيين/ات في وجه الدولة وأبواقها وخدامها المنبطحين. إن الكتاب هو محاولة لرؤية انتفاضة الريف من أسفل أي من منظور شعبي مطبوع بالكفاح والبحث عن سبل بناء بدائل شعبية عن نظام الاستبداد والاستغلال والفساد الذي ينيخ بشروره على صدر الشعب المغربي عامة.
لا تقبل مواقفنا أي تأويل، فهي مناصرة للريفيين/ات وداعمة لهم. كانت غاية هذا الاصدار المكتوب لجمعية أطاك المغرب هو المساهمة في توثيق التجربة الريفية وهي في معمعان الصراع، من أجل نقلها إلى باقي المقهورين/ات والمنتفضين/ات في المغرب.
كتاب الريف أداة نضال من أجل نصرة الريف الشامخ
كرس الاستبداد السياسي في بلادنا حالة من خمول الأدب المناضل، إذ لا تجرى المتابعات النضالية لكفاح شعبنا إلا لماما، ما يفوت فرصة تخصيبها في الوقت المناسب بمنظور شعبي يقودها نحو ضفة النصر.
إننا نعتبر كتاب أطاك المغرب عن الريف أداة تثقيف من أجل تعميم التجربة، والدفاع عنها في وجه المتربصين بها، وأيضا وثيقة للاستعمال النضالي. ونأمل أن ينال الكتاب، بما هو تجربة أولى، حظه من الانتشار الواسع في الريف وأيضا أن يتفاعل معه النشطاء بالنقد بغية تطوير مضامينه خدمة لقضايا كادحي شعبنا.
كتاب حراك الريف: نسخة للتحميل
أطاك المغرب
لجنة الاعلام الوطنية