إصدار جديدة لجمعية أطاك المغرب: ترجمة كتاب طغيان البنك العالمي لصاحبه إريك توسان

هذا الكتاب ثمرة عمل بدأ منذ أربعة عشر عامًا. بدأ تحريره الفعلي في مارس 2004 واستغرق عامين.

يتشكل المرجع الرئيسي من الوثائق التي ينتجها البنك العالمي نفسه، في المجموع أزيد عن من 15000 صفحة. كما اطلعت على العديد من التقارير والدراسات التي أنجزتها مؤسسات دولية أخرى، خاصة مؤسسات صندوق النقد الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية (الأونكتاد) ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصاديين، وبنك التسويات الدولية. وكانت كتب ودراسات حوالي خمسين مؤلفًا مختلفًا أنتجوا تحليلات ذات صلة بالموضوع مفيدة  لي جدًا (أنظر الببليوغرافيا).

أنجزت خلال السنوات الست عشرة الماضية، بشكل رئيسي للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية CADTM، أكثر من خمسين مهمة وإقامة في البلدان النامية، خاصة في أمريكا اللاتينية، ولكن أيضا في أفريقيا وآسيا وأوروبا الوسطى والشرقية. إن التحليل الذي تم تطويره في هذا الكتاب يدين بالكثير لهذه المهام العديدة ولجميع الذين التقيت بهم في هذه المناسبات.

 كانت لي علاقات مباشرة مع سلطات بعض البلدان النامية؛ وقد أسهم هذا أيضًا في تطوير هذا التحليل. وتتبوأ، من بين هذه الاتصالات، الدعوة التي أصدرتها وزارة اقتصاد تيمور الشرقية في آذار / مارس 2003 ، وتلك التي قدمها برلمان فنزويلا (لأول مرة في عام 1997، ثم عدة مرات بين عامي 2003 و2006)، دون نسيان اتصالات منتظمة مع لويس إناسيو لولا دا سيلفا منذ عام 1990 بما في ذلك اجتماع في يونيو 2003 عندما كان رئيسا للبرازيل[1]. ومنذ عام 1995، عقدت أيضًا عدة اجتماعات ومناقشات حضورية بصفتي رئيس شبكة CADTM في بلجيكا مع ثلاثة وزراء مالية بلجيكيين: فيليب ميستات (الرئيس الحالي لبنك الاستثمار الأوروبي)، وجان جاك فيزوغ وديدييه رينديرس. ومنذ عام 1998، عقدت اجتماعات منتظمة مع مديري البنك العالمي وصندوق النقد الدولي البلجيكيين في واشنطن. وأخيرا، شاركت في مناظرات عامة مع كبار موظفي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي في براغ وجنيف وبروكسل.

لقد شكلت الاتصالات المتكررة مع أناس بسطاء في مختلف البلدان النامية، والعلاقات الدائمة مع حركاتهم الاجتماعية، البوصلة التي اعتمدتها باستمرار في تأليف هذا الكتاب.

وثلاثة فصول من هذا الكتاب مأخوذة من أطروحة الدكتوراه في العلوم السياسية التي دافعت عنها في نوفمبر 2004 بجامعتي لييج وباريس VIII[2].

يعتمد هذا الكتاب مقاربة كرونولوجية لتحليل البنك العالمي من البدايات حتى عام 2006. ويولي اهتماما خاصا لوضع سياسة البنك في سياقها السياسي والجيوستراتيجي. بالإضافة إلى ذلك، هناك خمس دراسات قطرية توضح سياسة البنك العالمي: الفلبين (1946-1986)، وتركيا (1980-1990)، وإندونيسيا (1947-2005)، وكوريا الجنوبية (1945-1998)، والمكسيك (1970-2005). ويوضح الكتاب الدوافع السياسية والاقتصادية والإستراتيجية للحكومة الأمريكية تجاه البنك العالمي. وفي الجزء الأخير من الكتاب، تتم مناقشة إمكانية مقاضاة البنك العالمي.  وأرفقت بالكتاب جداول ورسوم بيانية، وبطاقة تعريفية بمجموعة البنك العالمي ومعجم مصطلحات.

بالنظر إلى اتساع الموضوع، سيتم تناول جملة إشكاليات في كتاب لاحق، بعنوان البنك العالمي: الرعب الإنتاجوي. ويتعلق الأمر، من بين مواضيع أخرى، بالمواضيع التالية: دعم البنك العالمي للنموذج الإنتاجوي وتأثيره على البيئة؛ ورؤية البنك العالمي للفقر؛ والثلاثي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية؛ وسياسة البنك بشأن النساء؛ ودراسات قطرية جديدة (جمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق).

كما ورد في الشكر، لم يكن لهذا الكتاب أن يكتمل بدون مساعدة الأشخاص المقربين لي. لكن مسؤولية التحليلات التي تم تطويرها هنا تقع على كاهلي كاملة ولا تلزم سواي. إن تعميمها، وإغناءها، وتعديلها، وبالطبع، تطبيقها على أوسع نطاق ممكن هو أمنيتي الأعز، من أجل تحقيق تحرر معذبي الأرض، الذي هو في الجوهر نضال حياة بكاملها.

إ.ت

15 أبريل 2006

[1]    انظر اريك توسان. 2004. المالية ضد الشعوب. البورصة أو الحياة. الفصل 16. دراسة حالة: البرازيل ، ص. 389-414 .

[2]    يتعلق يتعلق الأمر بالفصول 3 و5 و6 من توسان، إريك. 2004. الرهانات السياسة لنشاط البنك العالمي للإنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولي تجاه العالم الثالث، أطروحة دكتوراه في العلوم السياسية، جامعة لييج وجامعة باريس الثامنة، السنة الأكاديمية 2003 – 2004 ، ص 354.