عندما تخلق القروض الصغرى الفقر
حوار مع فاطمة الزهراء البلغيتي من جمعية أطاك المغرب حول آلية القروض الصغرى لخلق الثروة على حساب الفقراء و تعميق فقرهم. تعرض الرفيقة بشكل مقتضب تجربة أطاك المغرب في هذا الملف مع روبين ديلوبيل.
في أبريل 2016، في الجمعية العالمية ، غيرت شبكة CADTM اسمها إلى لجنة إلغاء الديون غير المشروعة، اخذا بعين الاعتبار بعدًا جديدًا لـ “نظام الديون”: كيف تختزل الديون اسرا بكاملها في رقيق فلاحين هنود دفعوا إلى الانتحار لتحرير أسرهم، والنساء ضحايا القروض الصغيرة اللواتي يرين صورتهن تنشر عندما لا يسددن في الوقت المحدد، طلاب مدينين لعقود ، عائلات تطرد من منازلها من قبل البنوك …
من بين هذه الديون الخاصة غير المشروعة، عرفت القروض الصغرى [1] تطورا هاما، خاصة من خلال تشجيع المؤسسات المالية الدولية. في جنوب شرق آسيا وغرب إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقعوا في براثن الفقر بسبب القروض الصغيرة. تقود جمعية اطاك المغرب، عضو الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية حملة منذ عدة سنوات لإدانة مؤسسات التمويل الأصغر ودعم الضحايا في جميع أنحاء البلاد.
روبن ديلوبيل، منسق مجلة “أصوات أخرى من الكوكب” [2] ، قابل فاطمة زهرة البلغيتي من أطك كادتم المغرب حول الحملة التي تقوم هذه المنظمة بتطويرها لمساعدة النساء ضحايا المنطق المفترس.
روبن ديلوبيل: لماذا تم اطلاق حملة ضد القروض الصغرى؟
فاطمة الزهراء البلغيتي: منذ عام 2012، أطلقنا حملة ضد انتهاكات مؤسسات القروض الصغيرة. في الواقع لقد تابعنا ورافقنا كفاح ضحاياها، خاصة النساء، الذي اندلع في جنوب شرق المغرب، في سياق الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت المنطقة منذ عام 2011.
وقد سمح لنا ذلك بفهم وإظهار كيف أن هذه القروض الصغيرة هي أدوات، ليس لمحاربة الفقر، ولكن لتحقيق أرباح على حساب الفقراء من خلال أسعار فائدة مرتفعة. إنها تنسجم مع منطق السياسات الليبرالية للبنك الدولي لصالح التمويل الدولي. نحن نعتبرها ديون خاصة غير مشروعة ونطالب بإلغائها.
في المغرب، تلجأ النساء إلى القروض الصغرى، لكن في مواجهة أسعار الفائدة التعسفية، يقعن بسرعة في العجز عن السداد ويتعرضن للمضايقة من طرف مؤسسات القروض الصغرى.
روبن ديلوبيل: كيف تؤثر القروض الصغر ى على النساء أكثر؟
فاطمة الزهراء البلغيتي: في المغرب، تمثل النساء نصف “زبناء” مؤسسات التمويل الأصغر. في الواقع، هن الأكثر تأثراً بتدابير التقشف وخصخصة الخدمات العامة منذ الثمانينات، وأغلبيتهن العظمى أميات وليس لديهن وظيفة ويعيشن في الفقر. والحال أنهن مسؤولات عن أسرهن. إنهن يلجأن إلى القروض الصغيرة، لكن في مواجهة أمام أسعار الفائدة الفاحشة، يقعن بسرعة في عجز عن السداد. ثم تتم مضايقتهن من قبل مؤسسات القروض الصغيرة.
روبن ديلوبيل: أين أنتم من التعبئة ضد مؤسسات القروض الصغرى؟
فاطمة الزهراء البلغيتي: تمثل الديون الخاصة غير المشروعة، بما في ذلك القروض الصغيرة، أحد مكونات برنامج عملنا. يقوم الضحايا بالاتصال بنا بشكل فردي لطلب دعمنا. نحاول تقديم المشورة، ولكن في غياب تنظيمهم الجماعي، لا نملك القوى اللازمة لحل كل حالة على حدة في نظام احتيال يهم ما يقرب مليون ضحية في بلدنا.
ترجمة : يوسف فاضل
أطاك المغرب