تتهم بيكين الميليارديرات الذين يسيطرون على اقتصاد المدينة، كونهم السبب في غضب المحتجين، و تفضل رؤية الضائقة اجتماعيا على كونها سياسية.

“إن كبار رجال الأعمال يديرون ظهورهم. نسمعهم أقل من المعتاد… ” يلاحظ، المعلق السياسي المؤثر تشيب تساو مازحا. في هونغ كونغ، يتم استخدام كلمة “tycoon” (من رجل التايكون الياباني، “الأمير الكبير”) للدلالة على زمرة اغنى الاغنياء في المنطقة الادارية. يسيطرون على كل قطاع من قطاعات الاقتصاد تقريبًا. بالرغم من قيمتها الاعتبارية في الأزمة الحالية، فقد قامت بكين بتوجيه اصابع الاتهام اليهم، مما يعني أنه بسببهم وأسعار العقارات باهظة الثمن التي يسيطرون عليها، ثار سكان هونغ كونغ. في تعليق رسمي صادر في منتصف سبتمبر من قبل لجنة الشؤون السياسية والقانونية القوية في الصين، تقول: “في الفوضى الحالية في هونغ كونغ، حول العديد من الشباب استيائهم وغضبهم عن الحكومة، لكن لاحظ أنهم ربما اخطأوا الهدف.”

في حالة عدم وجود حل سياسي، وليس لدى الدولة الحزبية أي نية للاستسلام للمطالب الديمقراطية، تود الصين أن تقرأ أحداث هونغ كونغ كأزمة اجتماعية، أزمة في الإسكان بالخصوص، في المدينة حيث متر مربع هو الأغلى في العالم. وإذا كنا بحاجة إلى المذنب بشأن هذا الموضوع، فهو بالفعل منعشو العقار الكبار، أي ما يعني مالك الأرض الذي حاربه الحزب الواحد تاريخياً في الصين. في هونغ كونغ، تتقاسم أربع شركات كبرى (عائلة كووك مع مجموعة صن هونغ كاي، ومجموعة لي كا شينغ مع سي كيه هاتشينسون، ومجموعة لي شاو كي هندرسون وإمبراطورية العالم الجديد لعائلة تشنغ) العقارات السكنية والتجارية، في حين أن نصف سكان هونغ كونغ غير مالكين.

على هذه المجموعة من المليارديرات أن تتنقل الآن بين الصحافة الصينية، التي تهاجم الشركات والتي لن تكشف عن نفسها لأوامر – مثل شركة Cathay Pacific – والمتظاهرين الشباب أنفسهم، الذين يسارعون الآن الى مقاطعة أو تخريب أي علامة يرون أنها مؤيدة لبكين.

“أسياد المستقبل”

لي كا شينغ، البالغ من العمر 91 عامًا، الأكثر رمزية والأغنى (حوالي 30 مليار دولار، 27 مليار يورو)، الذي عانى مؤخرًا من غضب بكين. بعد فراره من الشيوعية ولجأ إلى هونغ كونغ في خمسينيات القرن العشرين، اعتبر لي كا شينغ نفسه كواحد من أقوى رجال الأعمال في العالم. إن الرسالة التي وجهها إلى أهالي هونج كونج والتي نشرها في الصحف منتصف أغسطس مشهورة بسبب غموضها. وقال باللغة الإنجليزية إن “أفضل النوايا يمكن أن تؤدي إلى أسوأ نتيجة”، ويمكن اعتبار ذلك إدانة للانجراف العنيف للمظاهرات أو في إشارة إلى مشروع قانون تسليم المجرمين الذي قدمه الرئيس التنفيذي كاري لام. بالنسبة للنسخة الصينية، اختار المثل الأكثر غموضًا: “لم يعد من الممكن انتقاء شمام Huantai. “

وبصراحة أكبر، قال السيد لي مؤخرًا إنه رأى شباب هونغ كونغ “أسياد المستقبل” وأصر على “أهمية إيجاد مخرج”. نددت بكين “بالتشجيع على الجريمة” ويطلق عليه متطرفو المعسكر المؤيد لبكين اسم “ملك الصراصير” (إهانة تدل على المتظاهرين).

 الصين، من الآن فصاعدًا، تطالب بالولاء دون أي فارق بسيط. عندما خاطبت بانسي هو، وريثة قطب كازينو ماكاو ستانلي هو (97)، في منتصف سبتمبر / أيلول، لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، لم يكن لها أي موقف ضد الشركات العملاقة الصينية. وحذرت من “معدل الأطفال الصغار الذين يفرون من منازلهم ليصبحوا مثيري الشغب في الخطوط الأمامية، والذين يتطرفون لارتكاب أعمال إجرامية، والأطفال من جميع الأعمار الذين يتلقون العقائد لكره الشرطة في المدرسة وعلى الإنترنت”.

من جانبه، أظهر بيتر وو، وهو الثري السابع لهونغ كونغ مع مجموعة وارف، ولاءه من خلال تشجيع جميع موظفيه على الذهاب إلى تجمع حاشد لدعم الشرطة و الظهور فيه رفقة نجله. كانت إمبراطوريته هدفًا للدعاية الصينية بعد أن منع أحد مراكز التسوق التابعة له الشرطة من الدخول اليه دون ترخيص.

معظم هذه العائلات فرت من الصين خلال النظام الماوي وتوصلت إلى اتفاق مع العدو السابق حيث أصبحت الإصلاحات الاقتصادية في الصين مصدر الفرص التي لا تقاوم. بدت العلاقات بين هؤلاء الرأسماليين الكبار والسلطات المركزية الصينية طبيعية حول اتفاق ضمني: إن حبهم يحمي ثرواتهم.

في عام 2014، عندما غرقت هونغ كونغ مع “حركة المطريات” في أول انتفاضة سياسية كبرى منذ استسلام المستعمرة البريطانية السابقة للصين في عام 1997، استدعى الرئيس الصيني شي جين بينغ كبار رجال الأعمال في العاصمة الصينية، و هي طريقة للتحسيس بدورهم الأساسي ولكن أيضًا باعتبارهم كقنوات لسياسة بكين في هونغ كونغ. “إن الانتماء لحزب بكين، بالنسبة اليهم، هو الطريق السهل.  الاعمال أولاً، هكذا يفكرون دائمًا. يلاحظ أليس بون، مؤلف كتاب عن العلاقة بين ملكية الأرض و النخبة الحاكمة، أنها نفس الطريقة للجيل الثاني، أو حتى للجيل الثالث، الموجود في السلطة من اصول هذه الأسر، دون وصمة عار للشيوعية القديمة.  Land and the Ruling Class in Hong Kong (2005)، Enrich Professional Publishing، untranslated

“من يسيطر على هونج كونج؟

وقد وافق البعض بالفعل على اتخاذ إجراءات: فقد أعلنت Sun Hung Kai و Hang Lung عن تخفيضات في الإيجارات على عقود الإيجار التجارية، بينما عرضت أخرى، New World، على الحكومة حوالي 30 هكتار من الأراضي الزراعية. ووعد لي كا شينغ، عبر شركته، بمليار دولار هونج كونجي (115 مليون يورو) لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع السياحة، التي تأثرت بشدة الانخفاض الحاد في عدد السواح الصينيين منذ المظاهرات.

شعرت هذه الأسر الغنية بانقلاب اتجاه الريح. يلاحظ المعلق تشيب تساو أن “الرئيس الصيني الحالي، شي جين بينغ ، أظهر عداءً أكبر تجاه “الامراء الكبار الاباطرة” ورجال الأعمال بشكل عام أكثر من سابقيه”. بالنسبة لكاري لام، كما يقول برنارد تشان، أحد مستشاري السيدة لام المقربين في المجلس التنفيذي، “و التي بلا شك مع CY Leung  (2012/2017)، من الرؤساء التنفيذيين الأربعة لهونج كونج منذ تسليمها،  حافظت على أكثر العلاقات البعيدة مع الامراء الكبار الاباطرة”.

هناك تقارب، في هذا السياق، في محاولة لتحميل مسؤولية الاحتجاجات إلى الأباطرة. “يريد الحزب الشيوعي أن يجعل بقية العالم يعتقدون أنه بمجرد أن يتم إيواء أهالي هونج كونج بشكل لائق، سوف ينسون تطلعاتهم السياسية. وقال النائب المؤيد للديمقراطية تشو هوي ديك إن الحزب يريد أيضا الاستفادة من هذه الأزمة لزعزعة ثروات كبيرة يشعر أنه ليس لديه سيطرة كافية عليها. “السؤال الأساسي بالنسبة لبكين هو من يسيطر على هونج كونج؟ في الوقت الحالي، لا تزال تحت سيطرة الاباطرة وهو الامر الذي لا يروق الحزب الشيوعي الصيني. “

الرابط الأصلي للمقال

ترجمة: لجنة الاعلام

أطاك المغرب