تعميما للفائدة، ينشر موقع CADTM باللغة العربية، عن موقع الهامش، الخطاب التاريخي الذي القاه القائد البوركينابي توماس سانكرا. وإذ نتوجه بالتحية للمشرفين على الموقع المذكور لما يقدمون من عمل تثقيفي تقدمي للقراء باللغة العربية.

ألقى القائد الثوري الشيوعي البوركينابي توماس سانكارا هذا الخطاب في مؤتمر الوحدة الأفريقية المقام عام 1987م في أديس أبابا، إثيوبيا، أي في نفس عام اغتياله، في مثل هذا اليوم، 15 أكتوبر/تشرين الأول، عن عمرٍ يناهز الثمانية والثلاثين عامًا.

بعدَ انقلابٍ عسكريٍّ على حكومةٍ فاسدةٍ وقمعيةٍ في عام 1983م، أصبح توماس سانكارا رئيسًا للبلاد بعمرٍ لم يتجاوز الثلاثة وثلاثين عامًا، على أساس شعبيته كرائدٍ راديكاليٍّ لم يمسه الفساد الذي استشرى في الدولة بشقّيها المدني والعسكري. كان سانكارا جزءًا من جيلٍ في الجيش ورثَ إرثًا ثوريًّا طويلًا ضد الاستعمار والإمبريالية خاضه شعبُ ما سمّي وقتها بـ «فولتا العليا» لأجل الاستقلال وقُدِّمَت آلافُ الأرواحٍ في سبيله، واستسقى الدروس من النضالات الثورية لفترة إلغاء الاستعمار وما بعده، وخصوصًا من الثورة الفيتنامية.

بعد عامٍ من الانقلاب غيّرت القيادة الثورية اسمَ البلاد إلى «بوركينا فاسو»، أي «أرض الناس النزيهين»، لإحياء الفخر عند الناس بثقافتهم في وجه طعناتِ الاستعمار، واشتقَّ الاسم من اللغتين الرئيستين للبلاد من أجل اشتمال كافة أطياف المجتمع. وَسَعتْ القيادة الثورية إلى تعبئة كامل القوى الشعبية لانتشال البلاد من الفقر وتحسين أوضاع الطبقات نفسها التي لم تكترث الطبقات الحاكمة السابقة لحياتها أو مماتها.

تعهّدت القيادة الثورية بـ «التحويل الشامل لكافة مكائن الدولة، بقوانينها وإدارتها ومحاكمها وشرطتها وجيشها»، كما أشار سانكارا نفسه، وأضاف في بيان آخر أنّ «الثوريين لا يَقْنعون بالأخذ بجهاز الدولة الحالي وإدارته فقط».

فكان تطبيق ذلك بأنْ رفضت القوى الثورية إملاءات مؤسسات الإقراض الدولية، ولكنها اضطرّت بسبب ما وقع على البلاد من إفقارٍ إلى فرضِ سياساتها الاقتصادية التقشّفية الخاصة، بفارقٍ جوهريٍّ واحد: استهدفت الطبقات الغنية والمرفّهة وقلّلت من امتيازاتها، ورفعت من الإنفاق العام لأجل منع المجاعات وتوفير اللقاحات للأطفال وتحقيق الاكتفاء الذاتي ورفع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية للطبقات الشعبية. وعملت على التأسيس لتحرّر النساء كجزءٍ من العملية الثورية، وزرع الروح النضالية في كوادر الجيش وجنوده بتسييسهم عبر إشراكهم في الأعمال العامة إلى جانب بقية أبناء البلد، وعلى اشتمال الجماعات المهمَّشة رغم امتعاض ذوي الامتيازات والرتب العليا، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد في محاكم علنية وشفّافة.

لم تدم التجربة الثورية لبوركينا فاسو أكثر من أربعة سنوات، لكنّها ظلَّت حيةً كنموذجٍ – رغم أخطائه التي لا يسعنا ذكرها في هذه المقدمة البسيطة – إلهامهُ مستمرٌّ حتّى يومنا هذا، في بوركينا فاسو نفسها حيث النضال ضد التبعية والاستغلال قائمٌ وباقٍ، وفي أفريقيا وعند الحركات التحرّرية في كل مكان.

نقدّم هنا نصّ خطابِ توماس سانكارا الشهير «جبهة متّحدة ضدّ الديون»، خطابٌ لم يعش بعده طويلًا ليعمل على تطبيقه إلى جانب القوى الشعبية التي ساعد في تعبئتها، لكنّ كلماته التي تتلخّص فيها فحوى نضالٍ طويل تضع لنا أساسًا سياسيًّا نقف عليه، وموضع قدمٍ ننطلق منه، ونتمنّى أن يكون فيه من الفائدة والإلهام للقرّاء ما كان لنا.

 بداية النص 

السيد الرئيس، رؤساء الوفود،

في هذه اللحظة أود أن نتحدث عن قضية ملحة أخرى: قضية الدّيون، مسألة الوضع الاقتصادي في أفريقيا. إنه شرطٌ لنجاتنا لا تقلّ أهميته عن أهمية السلام. ولهذا السبب اعتبرت أنه من الضروري طرح عدة نقاط تكميلية على الطاولة لكي نناقشها.

تود بوركينا فاسو أن تتحدث أولاً عن خوفنا. خوفنا من أنّ للأمم المتحدة اجتماعاتٍ مستمرة، اجتماعاتٍ مماثلة، ولكن باهتمامٍ متضائل بما نقوم به.

سيدي الرئيس، كم عدد رؤساء الدول الأفريقية الذين حضروا استجابةً للدعوة بالقدوم والتحدث عن أفريقيا في أفريقيا؟

سيدي الرئيس، كم عدد رؤساء الدول المستعدين للتوجه إلى باريس أو لندن أو واشنطن عندما يُدعون إلى اجتماعٍ هناك، لكنهم لا يحضرون اجتماعًا هنا في أديس أبابا، في أفريقيا؟

أعرف أن البعض منهم لديه أسباب وجيهةٌ للتغيّب. ولهذا السبب أقترح، سيدي الرئيس، أن نضع مستوياتٍ للعقوبات أو الغرامات على رؤساء الدول الذين لا يستجيبون حاليًّا للدعوة. دعونا نجعل الأمر بحيث نتمكن من خلال مجموعة من النقاط للسلوك الجيد من دعم الحاضرين بانتظام – مثلنا، على سبيل المثال – في بعض جهودهم. فعلى سبيل المثال: المشروعات التي نقدمها إلى بنك التنمية الأفريقي يجب أن تحدد بِمُعاملٍ للأفريقية. يجب معاقبة أقل البلدان أفريقيةً. بهذا، سيأتي الجميع إلى الاجتماعات.

أود أن أقول لكم، سيدي الرئيس، أنّ موضوع الدَّين لا يمكننا إخفاؤه. أنت شخصيًّا تعرف شيئًا ما في بلدك حيث يتعين عليك اتخاذ قرارات شجاعة، بل ومتهورة، قراراتٌ لا يبدو أنها تعكس عمرك أو شعرك الرمادي. فخامة الرئيس الحبيب بورقيبة لم يستطع المجيء ولكن جعلنا نوجّه رسالة مهمة نظرًا إلى مثالٍ آخر في أفريقيا، فهو اضطرّ في تونس، لأسباب سياسية واجتماعية واقتصادية، لاتخاذ قرارات شجاعة.

ولكن، سيدي الرئيس، هل سنواصل السماح لرؤساء الدول بالبحث عن حلول فرديةٍ لقضية الدَّين، مع خطر نشوب صراعاتٍ اجتماعية في الداخل يمكن أن تعرض استقرارهم بل وحتى بناءَ الوحدة الأفريقية للخطر؟ إن الأمثلة التي ذكرتها – من بين أخرى كثيرة – تؤكد أن قِمَم الأمم المتحدة تقدم طمأنةً لكل واحدٍ منا فيما يتعلق بقضية الدَّين.

نعتقد أنّ الدَّينْ يجب النظر إليه من زاويةِ أصولِه. ترجع أصول الديون إلى أصول الاستعمار. فمن يقرضوننا المال هم من استعمرونا. إنهم نفس الأشخاص الذين اعتادوا إدارة دُولِنا واقتصاداتنا. هؤلاء هم المستعمِرون الذين حمَّلوا أفريقيا ديونًا أخذوها من إخوتهم وأبناء عمومتهم المقرِضين. لا علاقة لنا بهذا الدَّين. لذلك لا يمكننا أن ندفعه.

الدَّين استعمارٌ جديد، فقد حوّل المستعمِرون أنفسهم إلى «مساعِدين فنّيين»، بل هم بالأحرى: «قَتَلَة فنّيون». يعرضون علينا التمويل، مع داعمين ماليين. كما لو أنّ دعمَ شخصٍ ما يمكن أن يؤدي إلى التنمية. لقد نُصِحنا بالذهاب إلى هؤلاء المقرِضين. لقد عُرضت علينا ترتيبات مالية لطيفة. نحن حُمِّلنا الديون لخمسين سنة، وستين سنة، وحتى أكثر. هذا يعني أننا اضطررنا إلى إضعاف شعوبنا لأكثر من خمسين سنة.

إن الدَّين، في ظل شكله الحالي، الذي تسيطر عليه الإمبريالية وتهيمن، هو عودة الاحتلال لِأفريقيا بإدارةٍ ماهرة، ويهدف إلى إخضاع نموها وتطورها إلى قواعد أجنبية. وهكذا، يصبح كل واحد منا عبدًا ماليًّا – أي عبدًا حقيقيًّا – لأولئك الذين غدروا بنا إلى حدِّ وضع الأموال في بلادنا وفرض التزامات علينا لسدادها. يُطلَب منا السداد، لكن القضية ليست قضية أخلاقية. الأمر لا يتعلق بما يسمى بِشَرف التأدية أو عدمه.

سيدي الرئيس، لقد استمعنا وصفّقنا لرئيسة وزراء النرويج [غرو هارلم برونتلاند] عندما تحدثت هنا. إنها أوروبية لكنها قالت إن الدَّين لا يمكن تسديده بالكامل. لا يمكن تسديد الدَّين، أولاً لأننا إن لم نسدّد، لن يموت المقرِضون. هذا مؤكّد. لكن إن سددنا، سنموت. هذا مؤكد أيضًا. ومَنْ اقتادونا إلى المديونية كانوا يقامرون كما لو أنهم في كازينو. لم ينطقوا بكلمة عندما كانوا يربحون. ولكن، الآن، بعدما تكبدوا الخسائر، ها هم يطالبون بالسداد. وها نحن نتحدث عن أزمة. لا يا سيدي الرئيس، لقد لعبوا وخسروا، هذه هي قواعد اللعبة، وتستمر الحياة.

لا يمكننا السداد لأننا لا نملك أي وسيلة للسداد.

لا يمكننا الدفع لأننا لسنا مسؤولين عن هذا الدَّين.

لا يمكننا السداد لكن الآخرين مَدينونَ لنا بما لا تقدر أعظم الثروات على تسديده، وهو دَيْنُ الدم. دماؤنا قد سالت. نسمع عن خطةِ مارشال التي أعادت بناء اقتصاد أوروبا. لكننا لم نسمع أبدًا عن خطة أفريقيا التي أتاحت لأوروبا مواجهةَ جحافل هتلر عندما كان اقتصادها واستقرارها على المحك. من أنقذ أوروبا؟ أفريقيا. نادرًا ما يُذكَر هذا، إلى درجةٍ تحرّم علينا أن نكون شركاء في هذا الصمتِ الجاحد. إذا لم يقم الآخرون بالشدو بالمديح، علينا نحن، على الأقل، أن نقول إن آباءنا كانوا شجعانًا وأن قواتنا أنقذت أوروبا وحررت العالم من النازية.

الدَّين هو نتيجةُ المواجهة أيضًا. فعندما نسمع عن الأزمة الاقتصادية، لا أحد يقول إنّ هذه الأزمة قد أتت فجأة. لطالما كانت الأزمة قائمة ولكنها تشتدُّ سوءًا كلما ازداد وعي الجماهير الشعبية بِحُقوقها ضدّ المستغِلِّين. نحن في أزمةٍ اليوم لأنّ الجماهير ترفض أن تتركز الثروة في أيدي قلةٍ من الأفراد. نحن في أزمة لأن بعض الناس يدَّخِرون مبالغ مالية، في حساباتٍ مصرفية أجنبية، ضخمةٌ إلى درجة أنّها كافيةٌ لتنمية أفريقيا. نحن في أزمة لأننا نواجه ثروةً خاصة لا يمكننا تصورها. لا تريد الجماهير الشعبية أن تعيش في الأحياء الفقيرة والمعدمة. نحن في أزمة لأن الناس في كل مكان يرفضون تكرار مشاكل سويتو وجوهانسبرغ. هذا النضال واشتداده يُقلقان أصحاب القوة المالية. الآن يُطلَب منا أن نكون شركاء في الاستقرار – استقرارٌ لصالح ذوي القوة المالية، استقرارٌ ضد الجماهير الشعبية. لا! لا يمكننا أن نكون شركاء. لا! لا يمكننا الانقياد وراء من يمتصون دماء شعبنا ويعيشون على عَرَقِ جبينِ شعبنا. لا يمكننا أن نتبعهم في طُرقهم القاتلة.

سيدي الرئيس، نسمع عن الأندية – نادي روما، نادي باريس، نادي أيٍّ كان. نسمع عن مجموعة الخمسة، ومجموعة السبعة، ومجموعة العشرة، وربما مجموعة المئة. وماذا أيضًا؟ من الطبيعي أن يكون لدينا أيضًا نادينا الخاص ومجموعتنا الخاصة. دعونا نجعل أديس أبابا الآن المركز الذي ستنشأ منه بداية جديدة. نادي أديس أبابا. من واجبنا إنشاء جبهة أديس أبابا الموحّدة ضد الدّيون. هذه هي الطريقة الوحيدة للتأكيد على أنَّ رفض السداد ليسَ خطوة عدوانيةً من جانبنا، بل خطوةٌ أخوية نقول بها الحقيقة.

بل ونضيف على ذلك أنّ الجماهير الشعبية في أوروبا لا تعارض الجماهير الشعبية في أفريقيا. من يريدون استغلال أفريقيا هم نفسهم من يستغلّون أوروبا. عدوُّنا واحد. لذلك سيتعين على نادي أديس أبابا أن يشرح للكل أن هذا الدَّين لن يُسدد. وبهذا القول نحن لسنا نقف ضد الأخلاق والكرامة والوفاء بالكلمة. منظوماتنا الأخلاقية ليست واحدة. ليست المنظومة الأخلاقية واحدةٌ للأغنياء والفقراء. الكتاب المقدس والقرآن لا يمكن أن يخدمانِ المُستغَلّيْنَ والمُستَغِلِّين بنفس الطريقة. إن كان يمكن استخدامهما لخدمة الاثنين، يجب أن يكون للقرآنِ نسختان مختلفتان وللكتاب المقدّس نسختان مختلفتان.

لن نقبل بخطابهم لنا عن الكرامة. لن نقبل بخطابهم لنا عن حسنات من يؤدون الدَّين وإثم من لا يؤدونه. بل على العكس، علينا أن ندرك اليوم أنّه من الطبيعي أنّ الأثرياء هم أكبر اللصوص. فعندما ينشلُ رجلٌ فقير، فهي مجرد سرقة، جريمة صغيرة – إنها تتعلق فقط بنجاته وحياته وضروراته. والأغنياء هم من يسرق من خزينة الدولة، ومن الرسوم الجمركية، ويَستغِلّ الناس.

سيدي الرئيس، ليس هدفُ اقتراحي الاستعراض. كل ما أريده هو قولُ ما يفكر فيه كل واحدٍ منا ويتمناه. من فينا لا يتمنى إلغاء الدَّين بشكل كامل؟ من لا يتمنى ذلك، يمكنه المغادرة، وركوب طائرته والذهاب مباشرة إلى البنك الدولي ليسدده!

كلنا نتمنى . . . اقتراحي ليس أكثر من ذلك. لا أريد أن يظنّ الناس أن اقتراح بوركينا فاسو أتٍ من شبابٍ يفتقرون للنضج أو الخبرة. ولا أريد أن يظنَّ الناس أن الثوار فقط من يتحدثون بهذه الطريقة. أود أن يعترف المرء بأنها مجردُ موضوعيةٍ والتزام. ويمكنني أن أقدم أمثلةً حول آخرين نصحوا بعدم سداد الديون، من الثوار وغيرهم، من الصغار والكبار.

أذكُرُ فيديل كاسترو، على سبيل المثال، الذي قال بعدم السداد، إنه ليس من عمري لكنُّه ثوري. وأذكرُ فرانسوا ميتران أيضًا، الذي قال إن البلدان الأفريقية، والبلدان الفقيرة، لا يمكنها السداد. وأذكر سيدتي رئيسة الوزراء [النرويجية غرو هارلم برونتلاند] – لا أعرف عمرها ولن أسألها عنه – لكنها مثال. كما أذكر الرئيس فيليكس أوفوي بوانيي، وهو ليس من عمري لكنه صرّحَ رسميًا، وعلانيةً، أنّه فيما يتعلق ببلاده، كوت ديفوار، فهي لا يمكن أن تسدّد. الآن، تعد كوت ديفوار من بين أغنى البلدان في أفريقيا، على الأقل أفريقيا الناطقة بالفرنسية. ولهذا السبب من الطبيعي أن تدفع حصةً أكبر هنا. سيدي الرئيس، لست أبدًا استقصد استفزازك.

أود منكم أن تقدموا لنا بعض الحلول الذكيّة جدًا. أود أن يتناول مؤتمرنا الحاجة الملحة للقول بوضوح إننا لا يمكن أنْ نسدد الديون. ليس بروح الحرب أو بعدائية – ولكن لتفادي اغتيالنا الفردي. إذا وقفت بوركينا فاسو لوحدها في رفض التسديد، فلن أكون هنا لحضور المؤتمر القادم! ولكن، مع دعم الجميع، الذي أحتاجه، وبدعم من الجميع، لن نضطر إلى التسديد. وبهذا الرفض، فإننا نخصص مواردنا الضئيلة لتنميتنا.

وأود أن أختتم بالقول إنه في كل مرة تشتري دولة أفريقية سلاحًا، يكون ذلك ضدَّ دولةٍ أفريقية. لا ضد دولةٍ أوروبية، أو آسيوية. بل ضد دولة أفريقية. وبالتالي، ينبغي الاستفادة من قضية الدَّين لحل مشكلة السلاح. أنا جنديٌّ وأحمل بندقية. لكن، سيدي الرئيس، أود أن ننزع سلاحنا. لأنني أحمل سلاحيَ الوحيد، وآخرون أخفوا البنادق والأسلحة التي بحوزتهم. لذا إخوتي الأعزاء، بدعم الجميع، سنصنع السلام في وطننا. سنستفيد أيضًا من إمكاناتنا الهائلة لتنمية أفريقيا، لأن تُربتنا وباطنَ أرضنا غنية. لدينا أعدادٌ كافية وسوق واسع، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. لدينا قدرةٌ فكرية كافية لابتكار التكنولوجيا والعلوم أو على الأقل استخدامها من أيِّ مصدرٍ كان.

سيدي الرئيس، فلنشكل جبهةً متحدة لأديس أبابا ضد الديون. فلنلتزم بالحدّ من التسلح بين الدول الضعيفة والفقيرة. إن الهراوات والسكاكين التي نشتريها غير مجدية. لنجعل السوق الأفريقية سوقًا للأفارقة: أنتج في أفريقيا. حَوِّل في أفريقيا. استهلك في أفريقيا. فلننتج ما نحتاجه ولنستهلك ما ننتجه بدلاً من الاستيراد. أتت بوركينا فاسو إلى هنا بالأقمشة القطنية المنتَجة في بوركينا فاسو، والمنسوجة في بوركينا فاسو، والمزروعة في بوركينا فاسو، لتكسي مواطني بوركينا فاسو. ها أنا ألبسُ أنا ووفدي من نسّاجينا ومزارِعينا. لا يوجد خيط واحد قادم من أوروبا أو أمريكا. لن أقوم بعرض أزياء، لكنني أقول ببساطة إنه يجب علينا أن نقبل العيش كأفارقة، فهذه هي الطريقة الوحيدة للعيش أحرارًا مكرّمين.

أشكرك، سيد الرئيس.

الوطن أو الموت، سننتصر!

الرابط الأصلي للمقال