نظمت الدورة الخامسة للقاءات الاشتراكية البيئية في الفترة من 21 إلى 23 يناير 2022 في لشبونة بالبرتغال. وبالرغم من الظروف الاستثنائية المرتبطة بقيود كوفيد، نجحت هذه الدورة، حيث جمعت أكثر من 100 مشارك/ة، معظمهم شباب من جميع أنحاء العالم: البرتغال، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، هولندا، سويسرا، الأرجنتين، البرازيل، بيرو، تشيلي، باكستان، إنجلترا، بالإضافة إلى المغرب. كما شاركت فيها عديد من شبكات النضال ومنظمات الشباب علاوة على شبكة اللجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية CADTM.
تميزت هذه الاجتماعات بحضور كبير للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و26 عامًا، وجميعهم انخرطوا في التعبئات القوية الأخيرة التي شهدتها العديد من البلدان في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
افتتحت هذه القاءات مساء يوم 21 يناير 2022 بتقديم وتوطئة عامة عن برنامج وأهداف الاجتماعات وتوقعات المشاركين/ات.
تتلخص أهداف هذا الاجتماع في الفيديو التالي: اضغط هنا
أولا: لقاءات ببرنامج غني ومتنوع
تميز اليوم الثاني بتنظيم 9 ورشات عمل، منها 6 ورشات حضورية، حول المحاور التالية:
1) ايجاد استراتيجيتنا في بحر من التكتيكات
في هذه الورشة، ناقش المشاركون/ات مجموعة متنوعة من التكتيكات التي من شأنها أن تسمح لنا بتحقيق أهدافنا الاشتراكية البيئية، منها الإضراب من أجل الحفاظ على المناخ، والقوافل، وأسابيع التعبئة، والمسيرات، والاحتلالات، والعصيان المدني العالمي، والنشاط المباشر. كانت المسألة هي تحليل كل تكتيك وفقًا لكل سياق، والنظر في العوامل الداخلية والخارجية التي تساعد أو تعيق نجاحه.
2) في خضم العاصفة البيئية الاجتماعية، أي دور للنقابات تجاه الاشتراكية البيئية؟
ناقش المشاركون/ات في هذه الورشة الحاجة إلى إعادة التفكير في مطالبنا الاجتماعية من خلال ربطها بتجارب النضال، وكذلك الحاجة إلى:
– خفض للنمو بشكل عادل مع تقليص كبير لوقت العمل، وتحسين شروط العمل ونوعيته
– حد أدنى من الدخل موحد للجميع، حيث كان هناك حديث عن المهن المناخية، وعلى إعطاء الأولوية للأجراء/ات الذين/اللواتي سيتأثرون بالتحول الطاقي العادل المنشوذ
– المشاركة الفعالة للعمال/ات والمجتمعات المحلية المتضررة في بلورة البدائل وتجسيدها.
3) النسوية البيئية كسياسة للطبقة العاملة
لا يمكن للاشتراكية البيئية الخاصة بنا إلا أن تكون نسوية. انكب المشاركون/ات في هذه الورشة على الطرق التي يمكن بها للنسويين البيئيين التنظيم من أجل الثورة البيئية الاجتماعية. كان هناك أيضًا حديث عن الإضراب النسوي أو “إضراب الرعاية” كتكتيك فعال لتسليط الضوء على عمل إعادة الإنتاج الاجتماعي الذي تقوم به النساء والتعريف به. يسمح هذا التكتيك أيضًا بتعبئة أفضل من الأسفل. فيما يتعلق بمقترحات إنجاح هذا التكتيك بشكل فعال، قدم المشاركون/ات عدة مقترحات بما في ذلك دمج العمل المأجور النسائي في هذا الإضراب بالإضافة إلى إعداد وتنسيق أفضل لهذا اليوم، يوم الاضراب النسوي، على المستوى المحلي والعالمي.
4) التصدي عن طريق الرقابة العمومية
تمحورت نقاشات هذه الورشة حول بلورة أرضية/برنامج من أجل بديل الطاقة العمومية كمستقبل، وهو برنامج كان نتيجة سنة من الجهد لفريق عمل نقابي يتشكل من 30 منظمة نقابية في حوالي 20 بلدا في العالم.
انظر هذا البرنامج باللغة الإنجليزية على الرابط: اضغط هنا
5) تغيير النظام: كيف سيتم تحقيقه؟
نظرًا للإلحاح الشديد لأزمة المناخ والحاجة إلى بناء بديل بيئي اشتراكي، ناقش المشاركون/ات في هذه الورشة تكتيكات النضال المختلفة: استراتيجية التحول الجذري خارج النظام، واستراتيجية النضال داخل النظام من خلال تحليل مزايا وعيوب هاتين الاستراتيجيتين. إذا كانت تجارب النضال داخل النظام قد أظهرت المخاطر الحقيقية المتمثلة في الاحتواء والتبقرط وفقدان البوصلة، فإن النضال خارج النظام، خاصة إذا كان منفصلا عن الجماهير، يشبه إلى حد كبير فقاعات دون تأثير كبير على النظام ومحكوم عليها، بفعل عزلتها، بالاندثار.
وشهدت اللقاءات أيضًا تنظيم ورشات عمل مسيرة ذاتيا نظمها المشاركون/ات، كانت واحدة منها حول موضوع “الديون والانتقال العادل”، بالإضافة إلى الجلسات العامة لتقديم تقارير ورشات العمل ونقاشها.
ثانيا: لقاءات بمنهجية بيداغوجية تشاركية
اعتمدت مختلف ورشات العمل وكذلك الجلسات العامة استراتيجيات المشاركة النشيطة للمشاركين/ات وحفز التزامهم، مثل مجموعات نقاش صغيرة، أو منهجية “حوض السمك”.
ثالثا: لقاءات بخطة عمل مشتركة
اصدار مجلة بيئية اشتراكية
بهدف السماح بإجراء نقاش مستمر حول قضايا الاشتراكية البيئية، واتباعًا لمبادرة رفاق كليماكسيمو Climaximo من البرتغال، تم تشكيل أول هيئة تحرير لضمان إصدار مجلة بيئية اشتراكية تسمح باستمرار النقاش وتطوير جماعي لبدائل اشتراكية بيئية للتصدي للحلول الرأسمالية الزائفة بحماية البيئة. تم تحديد الإصدار الأول في يونيو 2022.
قوافل الاشتراكية البيئية
من أجل لقاء المجتمعات المحلية والاستماع إليهم ودعم نضالهم ومناقشة البدائل الممكنة معهم، جرى الاتفاق على تنظيم قوافل هذا العام في عدة بلدان. ستكون هذه القوافل أيضًا فرصة لتوجيه أصابع الاتهام والاحتجاج على المشاريع الملوثة القريبة من هذه المجتمعات.
أنشطة ضد سلاسل التوريد
اقتراح نشاط واحد لتعطيل واحدة أو أكثر من سلاسل الإمداد بالوقود الأحفوري العالمية، من خلال تنظيم أنشطة في مكان الاستخراج، وفي المصفاة، وعلى مستوى النقل، والتصدير، إلخ.
أنشطة التضامن
إرساء هيكلة تسمح للمنظمات للقيام بأنشطة تضامن على نطاق دولي في حالة وقوع كارثة مناخية.
رابعا: لقاءات تغذي الأمل
على الرغم من تشاؤم العقل الذي تدعمه، من جهة، التقارير المقلقة للعلماء حول أزمة المناخ الجارية بالفعل، ومن جهة أخرى، اصرار الطبقات الرأسمالية المهيمنة على نطاق عالمي للدفاع عن أسوأ السيناريوهات “المرعبة” المرتبطة بــ “سير الاعمال العادي”، فإن تفاؤل الإرادة والشعور بالمسؤولية لدى الشباب الحاضرين في هذه الاجتماعات يستحق الاحترام ويعيد الكثير من الأمل. لجميل جدا أن تشارك في هذه الاجتماعات وتشاهد نشطاء شباب مليئين بالحماس والابتكار مع مواقف واضحة مناهضة للرأسمالية وجذرية بالكامل، أي تنفذ إلى جذور المشاكل وتتصدى لأسباب الأمراض (المتمثلة في نمط الإنتاج الرأسمالي، وفي البطريركية، والعنصرية، الاستخراجية، إلخ.) وليس لأعراضها (كالأزمة الصحية، والأزمة المالية، والأزمة البيئية، والأزمة الغذائية، إلخ.). شباب مدركون تمامًا لخطورة الوضع، وللحاجة الملحة للنضال هنا والآن. الحاجة إلى النضال محليًا والتفكير عالميًا، ولكن أيضًا الحاجة للنضال عالميًا والتفكير محليًا. واتفق المشاركون/ات على لقاء قادم في العام المقبل لتقديم مقترحات للقاءات المقبلة التي سيجري تنظيمها في بلد من بلدان الجنوب.
تقرير: جواد مستقبل