لم تكن عناوين الأخبار الدولية حول نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية خاطئة: نعم، لم يتحقق التسونامي الجمهوري الذي طال انتظاره. وصمد الديمقراطيون أفضل بكثير مما توقعوا. بدأ سبب كل هذه المفاجآت الكبرى في الظهور: فقد كسر الشباب تقليدًا دام لعدة عقود، باقتراعهم الكثيف. وصوتوا بأعداد كبيرة للديمقراطيين. لكن احذروا: للديمقراطيين وليس لبايدن الذي تستمر شعبيته في الانهيار حسب كل الاستطلاعات وحتى حسب استطلاعات الخروج من صناديق الاقتراع.
في الواقع، كشفت استطلاعات الرأي أنه لولا تصويت الشباب الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا، لكانت نتائج الانتخابات قد أكدت تمامًا التوقعات التي أعلنت عن “موجة جمهورية”. وإليكم السبب و الكيف وفقًا لاستطلاع سي إن إن:
أعطى الناخبون الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا تقدمًا للجمهوريين بفارق 13 نقطة. كما أعطت الفئة العمرية 45-64 ميزة 11 نقطة للجمهوريين. من ناحية أخرى، منح أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 44 عامًا ميزة طفيفة جدًا بنقطتين للديمقراطيين. لكن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا أحدثوا الفارق، حيث منحوا الديمقراطيين ميزة … 28 نقطة! باختصار، “الجيل زد”، أي الشباب الذين ولدوا تقريبًا من عام 1997 إلى بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، دخلوا في الحياة السياسية للبلاد بشكل مثير!
لذلك ليس من المستغرب أن يكون أول من استفاد من تصويت هؤلاء الشباب هم الديموقراطيون اليساريون. وخاصة أولئك الذين يشكلون “الاسكواد”، مجموعة النواب الراديكاليين والاشتراكيين، الذين ظهروا في أعقاب الحملة الرئاسية الأولى للسيناتور بيرني ساندرز. تمت إعادة انتخابهم من خلال الفوز بأغلبية ساحقة. أشهرهم ألسكندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك، التي أعيد انتخابها بنسبة 70.6٪ من الأصوات. أما رشيدة طليب، من أصل فلسطيني، فقد كان أداءها أفضل في ولاية ميشيغان بنسبة 73.7٪. و حصدت الراديكالية إلهان عمر، ذات الأصل الصومالي، نسبة 75.2٪ من الاصوات في مينيسوتا. و حاز جمال بومان الأمريكي من أصل أفريقي نسبة %65.4 في نيويورك. و تمكنت الممرضة الأمريكية من أصل أفريقي كوري بوش من الفوز بنسبة 72.8٪ في ميسوري. و نالت الأمريكية من أصل أفريقي أيانا بريسلي ثقة الناخبين بنسبة 84.5٪ في ماساتشوستس!
حتى كتابة هذه السطور، بعد ساعات قليلة فقط من إغلاق صناديق الاقتراع، لا نستطيع رسم فكرة واضحة عن النجاحات الانتخابية الأخرى للمرشحين الراديكاليين على غرار الحزب الديمقراطي. ومع ذلك، يمكننا ذكر حالة الأمريكية الأفريقية سمر لي، التي خلقت مفاجأة في ولاية بنسلفانيا، بفوزها على المرشح الجمهوري بنسبة 55.7٪ من الأصوات. وتجدر الإشارة إلى أن اللوبي الشهير AIPAC (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية) أثار ضجة كبيرة من خلال دعمه، بحسب وكالة التلغراف اليهودية، بأكثر من مليون دولار لحملة الخصم الجمهوري لـ سمر لي. بررت إيباك تصرفها بهذه الكلمات: “نحن نعارض سمر لي بسبب آرائها الخطيرة فيما يتعلق بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي”. وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن سمر لي ستنضم إلى “Esquade” …
ترجمة أطاك المغرب